حديث القدس
ما يلفت النظر ان
الوحدة الميدانية بين جميع فصائل العمل الوطني والاسلامي يتم تجسيدها يومياً في مواجهة
قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بتنسيق واضح والعمل جنباً الى جنب والتي تلاقي تأييداً
ودعماً من قبل جماهير شعبنا والتي مثلت الحاضنة الشعبية لهذه الوحدة الميدانية والتي
تجسدت في الدفاع عن المقاومين في جنين ومخيمها ونابلس ومخيم طولكرم والعديد من المخيمات
والبلدات والقرى خاصة المقاومة الشعبية والتي في طريقها للتوسع لتشمل كافة ارجاء الارض
المحتلة في ضوء التوسع الاستيطاني واعتداءات قطعان المستوطنين الذين عاثوا ويعيثون
في الارض فساداً وبحماية من قوات الاحتلال، بل وبمشاركتها في الكثير من الحالات وبتشجيع
هذه القطعان على ارتكاب الموبقات.
في حين ان الوحدة
السياسية والجغرافية ما زالت على حالها من التشرذم واعلاء المصالح الحزبية والشخصية
على المصلحة الوطنية العليا رغم ان القضية الفلسطينية تمر بأصعب وأدق مراحلها جراء
محاولات دولة الاحتلال والمستوطنين حسم الصراع لصالحها من خلال استخدام القوة العسكرية
الغاشمة ظناً منها بأن مثل هذه القوة يمكنها تحقيق الهدف أو الأهداف المرجوة منها مستغلة
بذلك الوضع الفلسطيني الداخلي الذي لا يسرّ سوى الاعداء، ولكن هيهات ان تنجح في ذلك
ما دام شعبنا صامداً فوق أرضه ويتصدى لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بصدور عارية
إلا من الايمان والاصرار على رحيل الاحتلال عبر الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات
في سبيل تحقيق هذا الهدف والذي يجب ان يلتف حوله الجميع خاصة وان معظم دول العالم ترفض
هذا الاحتلال وان لم تتخذ خطوات عملية لإرغام المحتل على الرحيل عن الارض الفلسطينية
إلا ان هذا الرفض يمكن توظيفه واستغلاله في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني على طريق
دحر وطرد الاحتلال.
لقد آن الأوان لارتقاء
القيادات السياسية الى مستوى الوحدة الميدانية التي جسدها ويجسدها شعبنا وطليعته من
الشباب المؤمن بقضيته الوطنية والحريص على تحقيق أهدافه وأحلامه في رحيل الاحتلال.
فهل ستقوم القيادات
السياسية بأخذ دورها وتحقيق الوحدة السياسية والجغرافية ووضع برنامج عمل موحد لمواجهة
التحديات وتعزيز صمود شعبنا فوق ارضه لمواصلة تصديه لهجمات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين
المتصاعدة والتي تهدف الى تيئيسه والعمل على ترحيله عن ارضه، أم انها ستبقى على حالها
من التشرذم وإعلاء المصالح الشخصية على الوطنية العليا؟
ان غداً لناظره قريب
وان الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس عباس في القاهرة للأمناء العامين للفصائل هو الذي
سيحسم الامور، وان بقاء الحال على ما هو عليه الآن سيتحمل مسؤوليته هذه القيادات، وان
التاريخ لن يرحم أحداً، وان شعبنا أيضاً سيحاسب كل من تقاعس عن العمل تحت ذرائع مختلفة،
فالعمل الجدي والواقعي هو طريق الخلاص وليس الرهانات على هذا وذاك، وما حك جلدك مثل
ظفرك.