الجمعة، 28 يوليو 2023

قيادة "فتح" في صور تستهجن "الهجمة المسعورة" التي تستهدف السفير وتمس بشعبنا الفلسطيني في لبنان

قيادة "فتح" في صور تستهجن "الهجمة المسعورة" التي تستهدف السفير وتمس بشعبنا الفلسطيني في لبنان

28-07-2023

أعربت قيادة حركة "فتح" في منطقة صور خلال اجتماعها اليوم عن استهجانها واستنكارها للهجمة المسعورة التي تستهدف وتمس سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان عضو المجلس الثوري لحركة  "فتح" الأخ القائد أشرف دبور، خاصة في ظل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني الثابت المرابط والمدافع عن أولى قبلة للمسلمين، من هجمة إسرائيلية كببرة.

ورفضت قيادة حركة "فتح" في منطقة صور، محاولة النيل من سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور، الرجل الشجاع والسياسي المحنك، وصاحب المواقف الإنسانية، الذي يسعى دائمًا لوحدة شعبنا وفصائلنا، ويعمل على حماية المخيمات والتجمعات الفلسطينية واستقرارها وأمن وأمان أبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان.

وقال قيادة "فتح" في منطقة صور، إنها وكافة أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية تدين وتستهجن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها سعادة السفير المناضل أشرف دبور، وترفض هذه الحملة المسعورة من قبل أصحاب الأقلام الصفراء المأجورة التي تحركها أجندات خارجية خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني، والتى لا تستهدف سعادة السفير فقط وإنما تستهدف شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وتستهدف كذلك الشاهد الوحيد على نكبة شعبنا وحقوقه المشروعة بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 وأكدت حركة "فتح" في منطقة صور، وقوفها وأبناء شعبنا الفلسطيني إلى جانب ممثلنا الشرعي في لبنان سعادة السفير أشرف دبور، محذرة جحافل الأقلام والأبواق المأجورة، والمتأمرون الذين يألفون الروايات الكاذبة، المساس والتطاول على رموزها وقياداتها وكوادرها. 

ووجهت قيادة الحركة تحية اكبار واعتزاز لكافة أبناء الشعب الفلسطيني الأبي الذي عبر من خلال كتاباته عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن استنكاره وشجبه لما يتعرض له سعادة السفير أشرف دبور من استهداف وهجمة مسعورة لن تستطيع النيل من مكانته في قلوبهم، مؤكدة إنها لن تسمح لأي كان بالتدخل بشؤوننا الداخلية أو العبث بمصير اللاجئين والمساس بأمن وأمان أبناء شعبنا واستقرار مخيماتنا وتجمعاتنا.

وقالت قيادة حركة "فتح" في منطقة صور، أن حركة "فتح" التي قدمت رمزها وزعيمها أبو عمار، وأكثر من ثلثي لجنتها المركزية شهداء لتحرير فلسطين ودفاعًا عن القرار الفلسطيني المستقل، ستبقى قياداتها عنوان للتحدي والكرامة والتضحية والفداء تحت قيادة الرئيس القائد محمود عباس أبو مازن الثابت على الثوابت الوطنية الفلسطينية.

إعلام حركة فتح - إقليم لبنان

نشرة العودة

















 

بوصلتنا فلسطين والوحدة الوطنية

 

 بقلم:الحاج رفعت شناعة


 

لماذا هذه الهجمة غير المسبوقة على قيادة الاجهزة الأمنية، والتي طالت السلطة وقيادتها بعد حدث اعتداء بعض عناصر الأمن على أحد الشبان الفلسطينيين الذين تظاهروا في بيت لحم منذ أربعة أيام؟! ولماذا الكثيرون من رجال السياسة الفلسطينيين من الفصائل، وأيضاً من الكُتّاب والصحفيين شنوا هجمات إعلامية وسياسية قاسية على مدار عدة أيام، طالت هذه الهجمات قيادة السلطة، وقيادة الأجهزة الأمنية، ولم يسلَم منها الرئيس أبو مازن؟!ولماذا أيضاً كل هذه المقالات والتحليلات والتعليقات التي غطَّت الصحافة الفلسطينية وغير الفلسطينية حول الشاب الفلسطيني ابن بيت لحم وما تعرَّض له من إساءة من قِبَل عناصر من الاجهزة الأمنية؟!

ولماذا الاصرار على الاستمرار في إشعال النار داخل البيت والدار؟؟!!

وهنا أسمح لنفسي بطرح مجموعة حقائق:

أولاً: المسيرة في بيت لحم كان مرخَّصاً لها من قِبَل الأجهزة الأمنية بدليل أنَّ السلطة ترحِّب بالتظاهر والتعبير عن المشاعر الجيَّاشة والوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءاته على المقدسات وخاصة الأقصى، والمرابطين فيه، والمدافعين عنه، أي أن يكون الهدف هو العدو الإسرائيلي.

ثانياً: إِنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية ابتداء من الرئيس أبو مازن مروراً برئيس الحكومة، وصولاً إلى الأخ اللواء نضال أبو دخان قائد الامن الوطني، ومحافظ بيت لحم، والناطق الرسمي باسم الأمن الوطني، كلهم قدَّموا الاعتذار الواضح للشاب المتضرر ولأهله وعشيرته. والرئيس أبو مازن أرسل وفداً رسمياً إلى بيت الشاب الفلسطيني الذي تأذى في هذا الحادث، وأهله تقبَّلوا الاعتذار، وقدَّروا هذه المبادرة مما يدلُّ على أصالة شعبنا، وتسامحه في القضايا الداخلية.

ثالثاً:  لقد أعطى الرئيس أبو مازن تعليماته بتشكيل لجنة تحقيق تطال الجميع وفعلاً الأخ نضال أبو دخان نفَّذ التعليمات، وتم التحقيق وبسرعة، وأُخِذت القرارات، فهناك ضباط كبار تم وضعهم في الاستيداع وتوقيفهم عن العمل، وهناك ضباط وصف ضباط طالتهم العقوبة بالسجن، وغيرها من العقوبات ولاشك أنَّ الاهتمام غير العادي من القيادة هو دليل واضح على المنهجية الصادقة التي يتعاطى بها الرئيس ابو مازن والقيادات الامنية،  فقواتنا الامنية هي من ابناء الشعب الفلسطيني وليست قوة غوستابو كما وصفها أَحد المسؤولين. وهذا دليل واضح على العلاقة التي تربط الأب بأبنائه وأهله، والخطأ يحصل لكن قيادتنا لا تنتظر إرشادات من احد.

رابعاً: نتمنى من كل القيادات الفصائلية، والشخصيات الوطنية المهتمة بالشأن الوطني، وكل رجال الإعلام، ونحن لا نشكُّ بأمانة احد، أن يركّزوا على الاولويات عند وجود مجموعة احداث. فلا يجوز مثلاً ان ينشغل الجميع ولعدة أيام بحدث تم داخل البيت الفلسطيني وتمت معالجته مباشرة، وأن يتم إبرازه إِعلامياً وسياسياً وكأنه جريمة لا تُغتفَر، وأن يصبح هذا الحدث هو الهم الوطني، وان يتغلَّب الاهتمام بهذا الحدث على الاهتمام بما يجري من قِبَل العدو الاسرائيلي في المسجد الاقصى من عدوان على المقدسات، وعلى النساء، واطلاق نار على الشبان، واعتقالات، واحراق السجاد بالقنابل الحارقة. إِنَّ تحديد الاولويات في الاهتمام، وفي الصراع امرٌ بالغ الاهمية.

خامساً: نتمنّى من كل القيادات في مختلف المجالات ان تُعطي توجيهاتها الوطنية، ونصائحها لكل المتظاهرين بأن تكون تظاهراتهم موجَّهة نحو العدو الاساسي وهو الاحتلال، والاحتلال فقط، لأننا جميعاً تحت الاحتلال، وابناء صفٍّ واحد، وان لا يلتفت المتظاهرون الى من يحاول حرف البوصلة باتجاهٍ آخر غير الاحتلال بهدف تأزيم الموقف مع الاجهزة الامنية كما حصل في اوقات سابقة عندما كانت تنهال الشتائم على الرئيس ابو مازن داخل المقاطعة، ومثل هذا الانحراف يُفسد الاهداف، ويُدخلنا في متاهات لها اول وليس لها آخر. فرحمةً بالوطن علينا ان نبقى جميعاً أبناء الوطن.

سادساً: حتى تكون النظرة شمولية، والمعالجة موضوعية في الساحة الفلسطينية فإن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الحملة الشعواء على السلطة والاجهزة الامنية في الضفة بسبب هذا الحادث مع الشاب الفلسطيني الحمامرة، وهذا الحدث مدان ومرفوض على اعلى المستويات. لكن لماذا لم نسمع صوتاً جريئاً عندما قامت حركة حماس مثلاً في قطاع غزة بتفجير سيارات ومداخل خمسة عشر منزلاً لكوادر في حركة فتح، لماذا لم ترتفع الاصوات كما ارتفعت في الضفة الغربية. بل لم يتطرق أحدٌ لها، هل لأن القيادة الشرعية هي الموجودة في الضفة الغربية، ولأن القيادة الشرعية تتقبّل النقد والمصارحة، ولأن منظمات حقوق الانسان ودول العالم تدقق في اداء السلطة الوطنية لأنها م.ت.ف؟ واذا كان الامر كذلك فنحن موافقون، ونعفي الآخرين من المساءلة والانتقاد حتى لا يسيئوا علاقاتهم مع قيادة حركة حماس.

سابعاً: نتوجه بالتحية الى قيادة حركة "فتح" في الداخل التي سارعت الى معالجة الموضوع منذ البداية، وعبَّرت عن موقفها الاصيل وطنياً، وتنظيم حركة فتح الذي اعلن إلتفافه حول قيادته للحفاظ على الانجازات الوطنية والتاريخية، ومواجهة كل التحديات التي لا تخدم سوى الاحتلال وسياساته.

إذا كان البعض يريد جرَّنا من خلال الاستفزاز والتصعيد الى مهاوي الردى، فإننا بقيادة الربان الرئيس ابو مازن سنبقى دائماً حماة الوطن، والمدافعين عن شعب الجبارين، والمؤتمنين على القرار المستقل، والساعين الى انهاء الانقسام حتى تتجسد الوحدة الوطنية.


الحاج رفعت شناعة

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تكرّم أمين سر "فتح" وفصائل م.ت.ف في البقاع


2023\7\28
إيماناً بجهوده وتقديراً للعطاءات التي يقدمها في خدمة أبناء شعبنا ،قامت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في منطقة البقاع بتكريم أمين سر حركة "فتح" وفصائل م.ت.ف في البقاع م.فراس الحاج. تقدم الوفد عضو اللجنة المركزية في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني/قيادة فرع البقاع أ.أسامة عطواني يرافقه أ.غسان ابو الفول والأخوة في الجبهة، وبحضور عضو قيادة منطقة البقاع أ.أحمد عيسى، أمين سر اللجان الشعبية في البقاع خالد عثمان، مدير خدمات الأنروا في مخيّم الجليل أ.ياسر الحاج، أ.رشيد الحاج، وذلك اليوم الجمعة ٢٠٢٣/٧/٢٨ في مكتب قيادة "فتح" في مخيّم الجليل.
بدايةً تقدم أ.أسامة عطواني بكلمة وجاء فيها:" نتقدم بالشكر والتقدير إلى م .فراس الحاج على جهوده في خدمة أبناء شعبنا، وهذا التكريم هو أقل الواجب لأمين سر حركة فتح في البقاع لما تمثله هذه الحركة من مشروع وطني خلفه م.ت.ف البيت الفلسطيني الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني، والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. على مر السنوات تتعرض م.ت.ف وفصائلها وبالأخص حركة "فتح" لتشويه التاريخ النضالي لها، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل".
وأكد عطواني:" إنّ حركة "فتح" وم.ت.ف بفصائلها ستبقى عصية على الإنكسار، وستبقى راية المنظمة خفاقة في سماء فلسطين وكافة اماكن تواجد أبناء شعبنا، وعلى الرغم من إجتماع كل المتآمرين على م.ت.ف ستبقى هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ونقول كما قالها الشعيد الرمز ياسر عرفات يا جبل ما يهزك ريح".
من جهته تحدث م.فراس الحاج بكلمة قال خلالها:" نشكر الأخوة في جبهة النضال على هذا التكريم الذي نعتبره كبير لأن البعد المعنوي للتكريم له دلالات كبيرة نعتز بها. إنّ وفاء جبهة النضال لحركة "فتح" وم.ت.ف يعتبر جزء من النضال التي تنتهجه هذه الجبهة العظيمة في سياق الثورة الفلسطينية جنباً الى جنب مع حركة فتح، والتأكيد على شرعية م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني على الرغم من استهدافها".
وأضاف الحاج" نؤكِّد إستنكارنا الشديد للإستهداف الذي تتعرض له المرجعية الفلسطينية في لبنان وعلى رأسها سعادة السفير لدى الجمهورية اللبنانية الأخ المناضل أشرف دبور، وهو الغني عن التعريف بمسيرته الثورية والنضالية ورفيق درب الشهيد الرمز ياسر عرفات، هو الذي تنقل من المراكز النضالية والثورية الى المواقع الدبلوماسية، وهو الذي أثبت وبكل جدارة وحرص خلال فترة قيادته في لبنان وتسلمه مهام السفير الفلسطيني في لبنان وتمكنه من النقلة النوعية التي أبداها في العلاقة الممتازة مع كافة الأطراف اللبنانية المختلفة، بالإضافة الى حرصه وعمله المتقدم ومتابعته الحثيثة وتقديم التضحيات كافة للحفاظ على أمن وإستقرار المخيمات الفلسطينية".
وختم الحاج:" لا بد من أن نعرج الى جزء من إنجازات سعادة السفير فيما يخص الهلال الأحمر الفلسطيني وحرصه على تطوير العديد من مستشفياته ومراكزه في لبنان ولا سيما في منطقة البقاع، وكذلك النقلة النوعية في الضمان الصحي الفلسطيني برعايته تحولت من ضمان صحي محدود تطال جميع المفرغين ضمن مؤسسات م.ت.ف وفصائلها الى مؤسسة صحية تطال جميع أبناء شعبنا في لبنان، وهناك الشق التربوي فيما يخص المنح الدراسية والمتابعة مع مؤسسة الرئيس محمود عباس، وتعاون دائرة شؤون اللاجئين مع سعادته في تقديم كل ما تحتاجه المخيمات والتجمعات في لبنان، ومن هنا نتوجه بالتحية والتقدير الى رئيس دائرة شؤون اللاجئين د.أحمد أبو هولي، والكثير من القضايا الخاصة التي يتابعها سعادة السفير بنفسه ويحملها على عاتقه ولا يمكن لأحد ان ينكر بصمات سعادته في خدمة أبناء شعبنا".
وفي الختام قدَّم الوفد درع عربون محبة وتقدير لأمين السر م.فراس الحاج على جميع الجهود التي يبذلها في خدمة أبناء شعبنا.




الخميس، 27 يوليو 2023

رام الله/غزة وبينهما القاهرة

 


رجب أبو سرية

2023-07-28


للوهلة الأولى، أثارت زيارة الرئيس محمود عباس إلى أنقرة  اهتمام المراقبين، كونها تزامنت مع زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للعاصمة التركية، وفتحت الباب بالتالي لتخميناتهم حول مغزى ذلك التزامن، وإن كان الهدف لدى الرئيس التركي هو «تمرير» استقباله لنتنياهو، على شعبه وحلفائه من الإسلاميين المقاومين، نقصد «حماس» على وجه الخصوص، لكن ذلك الاحتمال تبدد حين اضطر نتنياهو إلى تأجيل زيارته لتركيا التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل لقاء الرئيس عباس بالرئيس التركي رجب الطيب أردوغان بيوم واحد، وذلك بسبب ما انتابه من اضطراب في نبض القلب، ادخله للمستشفى، أو إن كان يعود ذلك إلى تدخل تركي لتقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس عشية عقد لقاء الأمناء العامين في القاهرة المقرر يومي غد السبت وبعد غد الأحد.
وحقيقة الأمر، أن زيارة الرئيس عباس لأنقرة، لم تكن استجابة لمحاولة تركية لإحداث اختراق في الملف الفلسطيني/الإسرائيلي يعلي من قدر تركيا في نظر العالم، ولا حتى لتعبيد الطريق أمام اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، بل جاء وفق ما تضمنه الوفد من مرافقي الرئيس، ومن بينهم د. محمد مصطفى عضو اللجنة التنفيذية، الذي يتولى مسؤولية ملف الاقتصاد الذي تزداد أهميته لدى القيادة الفلسطينية مع مرور الأيام، خاصة بعد الإعلان عن الاتفاق الثلاثي باستخراج غاز مارين الفلسطيني، قبل أسابيع، وهذا يعني بأن فلسطين تسعى منذ وقت لتوسيع دائرة التبادل التجاري مع الدول على طريق فك ارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي، كما أن الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات يقوم بها الرئيس منذ فترة  لدول مهمة على الصعيدين الدولي والإقليمي، وذلك لأن إسرائيل في محاولتها لإحباط طموح الاستقلال الفلسطيني، تسعى دائما لفرض العزلة السياسية على القيادة الفلسطينية.
مع ذلك فقد كانت زيارة الرئيس لأنقرة مناسبة للقاء قيادة حماس بمن فيهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وهذا يعني زيادة فرص نجاح اجتماع القاهرة، خاصة وأن الرئيس الذي لا يعتبر طرفا أو رأس فصيل، رغم رئاسته لحركة فتح، وهذا يمنح الاجتماع حرية خاصة للفصائل لتتفق وتتوافق، ويخرج السلطة من حسابات ذلك الاجتماع، خاصة وأن الرئيس هو من دعا لعقد هذا الاجتماع مطلع هذا الشهر، إبان اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلية لمدينة ومخيم جنين الباسلة، ومعروف بأن الأمناء العامين للفصائل هم أعلى سلطة حزبية، وما يتفقون عليه يعني وحدة ميدانية، تعيد الاعتبار لما كنا نسميه بالجبهة الوطنية المتحدة، والتي عادة ما تكون بين أحزاب وقوى تحارب الاحتلال الأجنبي.
أي أن الأمناء العامين تقع عليهم مسؤولية، إدارة جبهة المقاومة، وإطلاق قوى شعبنا ميدانيا للتصدي لاجتياحات جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وليس من مهمتهم البحث في إدارة الشأن الداخلي، أي تفاصيل عمل سلطتي فتح في الضفة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة، وهذا ما يعني بأن دعوة الرئيس كانت بمثابة الرد الحقيقي على العدوان الإسرائيلي على جنين، كذلك الرد العملي والفعلي والحقيقي على تطرف الحكومة الإسرائيلية. ورغم أن هذه الهيئة تعتبر أعلى هيئة سياسية فلسطينية، وتوازي اللجنة التنفيذية لـ  «م ت ف»، وقد جاء تشكيلها ضمن سياق اتفاقات المصالحة وإنهاء الانقسام، كهيئة تدير الشأن السياسي العام خلال المرحلة الانتقالية، وذلك تمهيدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي كان يفترض إجراؤها قبل سنوات، إلا أنها لم تجتمع سوى مرة واحدة في بيروت _ حسب علمنا_ قبل عدة سنوات، لكن اجتماعها مهم لأنه ليس لقاء ثنائيا، ولا بين الوفود التي عادة ما تحتاج للعودة من أجل القرار لمراجعها الحزبية.
ومع أهمية اجتماع الأمناء العامين، ورغم أنهم يمثلون قمة هرم أحزابهم، إلا أن تجربة لقاءات واجتماعات المصالحة وإنهاء الانقسام، أبعدت كثيراً التفاؤل عن أنوفنا، بل إن الاهتمام العام بها لم يعد يلحظ، ورغم هذا فإن الواجب الوطني يحتم على الضمير الفلسطيني أن يضغط باتجاه أن يخرج هذا الاجتماع بما من شأنه أن يضع خطة أو آلية مؤكدة لإنهاء الانقسام، ولا نقول ذلك من باب التمني أو التذكير بأن الظروف تغيرت، ولم يعد هناك سوى حقيقة نشوء قوة ارتبط وجودها بالانقسام، تحول دونه، مع أن الظروف المحلية والإقليمية صارت أكثر دفعا وضغطا على الجميع وطرفي الانقسام بشكل خاص، ولم تعد هناك حتى المبررات التي كان يسوقها طرف غزة، الخاصة بالتفاوض مع الإسرائيليين الذي لم يعد موجوداً منذ تسع سنوات، كذلك لم يعد هناك تنسيق امني، بل إن جنين ونابلس تقول بأن السلطة لم تمنع الظاهرة المسلحة من النشوء والظهور فيهما.
وحقيقة الأمر، بأن الفصائل كلها موجودة في غزة، ورغم ذلك لا تتدخل في إدارة حماس للقطاع، ومثل هذا الأمر يمكن أن يحدث في الضفة الفلسطينية، أي أن تترك إدارة الشأن المحلي لسلطة فتح، فيما تتفق الفصائل بأمنائها العامين على مثل ما تقيمه في قطاع غزة، مما يسمى الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وقد أعلن عضو مكتب سياسي حماس حسام بدران أول أمس بعد لقاء الرئيس عباس، إسماعيل هنية، بأن حركته أكدت خلال اللقاء على أن المقاومة الشاملة، أي متعددة الأشكال، هي السبيل الأنجح لمواجهة الاحتلال، وهذا مصطلح قريب مما ظلت تقول به فتح والرئيس عباس شخصياً، نعني المقاومة الشعبية.
الغريب في الأمر هو أن لقاء الرئيس عباس قيادة حماس في تركيا جاء بناء على طلب من حماس نفسها، وفق ما قال الأخ عزام الأحمد، وقد يعود ذلك إلى أن حماس تحاول أن تظهر كعامل وحدة، على أن تكون تلك الوحدة مقتصرة على الضفة الفلسطينية، أي وحدة ميدانية، خاصة بعد أن ظهر الخلاف بين فتح والجهاد في جنين، وبعد أن اشترط أمين عام الجهاد لحضوره اجتماع القاهرة، إطلاق السلطة سراح من قال بأنها اعتقلتهم من مجاهدي حركته، فيما الشارع الفلسطيني يأمل بالطبع أن يمتد بساط الوحدة الداخلية ليشمل جناحي الوطن، أي الضفة والقطاع بالأساس، مع أهمية الوحدة الميدانية في مواجهة الاحتلال في القدس والضفة، وذلك أمر يمكنه أن يتحقق، بشيء من المرونة، في مفهوم الوحدة، أي يمكن ترك التفاصيل الميدانية الخاصة_كما أشرنا بإدارة الشأن العام الحكومي_ لسلطتي فتح وحماس، فيما تدار المواجهة بقيادة فصائلية من هذا الإطار بالتحديد، مستعينا بلجان اختصاص، وهناك ما هو جديد ويغري حماس بالتقدم نحو إنهاء الانقسام، ونعني بذلك حديث استخراج الغاز، الذي لن يكون بمقدورها أن تأخذ حصة منه، إلا عبر إنهاء الانقسام، لأن الحقل خارج حدود سيطرة «القسام» الميدانية.
هكذا يمكن أن تتحقق الوحدة بين جناحي الوطن، وذلك بحكومة وحدة وطنية، تدير المعابر الخارجية، كذلك القطاعات الرئيسية بمركزية ما، فيما تمنح الإدارة المحلية اكبر قدر ممكن من السلطة الذاتية، وكما أشرنا أعلاه، يتوجب على الفصائل أن لا تميز بين حماس وفتح، وما دامت هي تقبل سلطة حماس وإدارتها للشأن العام في قطاع غزة، فعليها أن تقبل سلطة فتح وإدارتها للضفة الفلسطينية، وبذلك يصبح بصراحة كاملة، الاتفاق على إدارة الشأن العام، أو آلية وشكل ومضمون إنهاء الانقسام، ووحدة سلطتي غزة والضفة، شأناً ثنائياً بين حركتي فتح وحماس، بحيث يمكن أن تتوافقا على أن تبقى إدارة كل منهما ميدانياً وبالتفاصيل حيث هي حالياً، مع إعلان وحدة خارجية، تخرج غزة من سطوة الحصار، وتعزز من مكانة السلطة، كسلطة تمثل الكل الفلسطيني، شعبياً وفصائلياً، والأهم  تمثل الوطن بجناحيه.
 

الأولوية فلسطينياً لخيار الصبر والصمود

 


طلال عوكل-

إقرار «الكنيست» لقانون تقليص المعقولية، يوم الاثنين المنصرم، بموافقة أربعة وستين عضواً، أقفل صفحة جدلية واسعة لتبدأ صفحة أخرى، فإقرار القانون يشكّل بداية لسنّ مجموعة أخرى من القوانين التفسيريّة التي ستؤدّي للإطاحة بدَوْر القضاء.
إقرار القانون أصبح أمراً واقعاً، والحديث عن توجُّه بنيامين نتنياهو لخوض حوارات ومفاوضات جديدة، بحثاً عن تعديلات عليه، تضمّن توافقاً بين كافّة الأقطاب، هذا الحديث مجرّد ذر للرماد في العُيون، ومحاولة مكشوفة لتخفيف ردود الفعل الدولية والداخلية.
«الكنيست» دخل في عطلة صيفية تمتدّ لشهرين، ليست كافية للتوصُّل إلى توافق جمعي، بعد أن انقضت أشهر من المفاوضات جعلت زعيم المعارضة يائير لابيد يصرّح بأنّ إمكانية التوصُّل إلى تسوية أصبحت مستحيلة. واقعيّاً، لو أنّ نتنياهو يرى إمكانية تعديل في القانون قبل إقراره، بما يضمن التوافق، لما استعجل البتّ في «الكنيست»، وكان بالإمكان توفير مخارج منطقيّة للتأجيل.
خضع نتنياهو لتهديدات وزير «العدل» ياريف ليفين، ووزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، أو هكذا بدا الحال، ذلك أنّ نتنياهو هو الآخر، كان صاحب المصلحة الأولى والأساسية في «الانقلاب الديمقراطي».
رفض نتنياهو الاستجابة لطلب رئيس الأركان هرتسي هليفي، باللقاء قبل التصويت، ولثلاثة أيّام قبل التصويت رفض أن يستمع لتقديرات الجيش والأجهزة الأمنية، ما نجم عنه شُعور بخيبة أملٍ كبيرة من قبل الجيش إزاء سلوك رئيس الحكومة.
كانت الضغوط هائلة على نتنياهو وحكومته، إذ لم تُقصِّر إدارة بايدن في التحذير وتقديم النصح بتأجيل اتخاذ القرار، ونحو إتاحة الفرصة لتوافق جماعي لحماية إسرائيل، ولكن نتنياهو رفض الاستماع. ورفض الاستماع، أيضاً، لتحذيرات حلفاء إسرائيل «الغربيين»، الذين يخشون على إسرائيل من نفسها، حتى بدا وكأنّ العالم كلّه، ينتابه خوف شديد، من انهيار الجبهة الداخلية في إسرائيل.
ومضى نتنياهو قُدُماً نحو حسم الملف في «الكنيست» بالرغم من اتّساع دائرة الاحتجاجات، والتمرُّدات، والتهديدات، بالامتناع عن الخدمة العسكرية، من قبل قطاعات واسعة في الجيش والأجهزة الأمنية.
نتنياهو الذي لا يعدم الحيلة والوسيلة، لن يتراجع عن هدفه وسيحافظ على أن يستمرّ ائتلافه إلى نهاية الفترة، ما يجعل تهديد بيني غانتس، بأنه سيجرف كل وقْع حين يشكّل الحكومة، مجرّد كلام فارغ.
خلال السنوات المتبقية من عمر حكومة نتنياهو، قد لا تتاح الفرصة لغانتس أو غيره، للفوز في الانتخابات بما يتيح له تشكيل حكومة طالما أنّ إسرائيل دخلت مرحلة الديكتاتورية.
أوّل التراجعات ظهرت في الولايات المتحدة، حيث أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بعد إقرار القانون، أنّه لن يكون هناك تقليص أو ضرر في المساعدة الأمنية لإسرائيل، والتي تبلغ ثلاثة مليارات وثمانمائة مليون دولار سنوياً.
ستتبدّد الانتقادات والاحتجاجات الدولية، خصوصاً من الدول الاستعمارية الداعمة لإسرائيل، ومن غير المرجّح أن تنتقل من الكلام إلى الأفعال طالما أن السيّد الأميركي قال كلمته.
النقاش بعد إقرار قانون تقليص المعقولية، بدأ يأخذ حيّزاً واسعاً في الوسط الإعلامي والسياسي والعسكري، بشأن مدى الضرر الذي يلحق بالجيش بسبب اتساع دائرة المستنكفين عن الخدمة من ضباط وجنود الاحتياط، وما إذا كانت ستمتدّ لتشمل المنخرطين في الخدمة.
فحسب «يديعوت أحرونوت»، فإنّ تهديد الطواقم الجوية بإخلاء مواقعهم تحوّل من نظري إلى عملي، حيث بدأ ذلك بشكل مبدئي لدى قيادة أسراب الطائرات.
في ضوء ذلك، تقول صحيفة «إسرائيل اليوم»، إن «الكابينت» سيجتمع في مطلع الشهر القادم، لإجراء مشاورات ويلقي إحاطة وتقييمات حول الضرر الذي يخلقه رفض الخدمة العسكرية.
غير أنّ مسؤولاً أمنياً يرى أنّه لا ضرر حتى الآن فيما يتعلّق بالقدرات العسكرية ضد غزة أو جنين.
هذه التقديرات تعني أن جيش الاحتلال يعاني فعلاً، ولم يعد مؤهّلاً لخوض مواجهة على جبهات متعدّدة، لكنّه مؤشّر، أيضاً، على احتمال أن تبادر إسرائيل لشنّ عدوان على جنين أو غزّة خلال أيّام قادمة، حيث إنّ الجيش سيكون قادراً على التعامل مع أيّ من هاتين الجبهتين.
لا يُبدي نتنياهو اهتماماً، للالتماس الذي تقدّمه «المعارضة» لـ»العليا»، المشكوك في أن تتّخذ قراراً معاكساً لقرار «الكنيست»، أو أن تكون قادرة على إنفاذه، وقد يؤدي ذلك إلى الإطاحة بالمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا أو بالمحكمة ذاتها.
الأزمة تشتدّ وتتفاقم، وقد تتّخذ تعبيرات عنفية، تندفع نحو حربٍ أهلية قال إيهود أولمرت، إنها بدأت بالفعل.
إزاء ذلك فإنّ ثمة تساؤلا حول السلوك الذي ينبغي أن يتبعه الفلسطينيون. المنطق والصحيح سياسياً، ألا يُبادر أيّ فصيل فلسطيني، لتصعيد المواجهة، بما في ذلك في الضفة وغزّة.
سياسة الدفاع عن النفس، هي الخيار الأفضل حيث تتآكل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والمنظومة السياسية والعسكرية، ذلك أنّ نتنياهو وحكومته هم أصحاب المصلحة في تحويل الأنظار والسلوك نحو ما يمكن اعتباره خطراً قوميّاً.

إنطلاقة حركة فتح

 



إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تمثل التنظيم الفلسطيني الذي ارتبطت الثورة بأسمه لأن انطلاقة العام 1965 كانت دلالة على الأنبعاث الحقيقي للوطنية الفلسطينية، والكفاح المسلح الذي جسَّدها عملياً كبؤر تنظيمية متواجدة في كافة دول الطوق العربية المحيطة بفلسطين كونها الأقرب إلى ساحة الفعل العملية، ومن هذه الخلايا من انتشر في الخليج العربي، وأوروبا الغربية، ليتم بعد ذلك انشاء تنظيم فلسطيني مستقل يهدف إلى تحرير فلسطين، وإقامة دولة ديموقراطية، ومجتمع تسوده الديموقراطية  والحيوية  لمواجهة الاحتلال.

إنَّ الحركة في الخطوات الأولى تجسَّدت وتلاقت بذورها العام 1957، وهي امتداد لنكبة 1948 حيث بطشت طائرات الاحتلال ودمرت القرى الفلسطينية، وأيضاً استهدفت مناطق محددة من المدن، وهذا ما أوقع خسائر هائلة بسبب المجازر أيضاً، والبطش في جموع اللاجئين الذين غادروا بيوتهم تحت سطوة القصف والتدمير.

*بعد سيل اللجوء والتشرد، كانت الجهود ذاهبة باتجاه اعتماد إستقلالية العمل الوطني الفلسطيني خاصة أن مصر إعتمدت قراراً بتجميد عمليات الفلسطينيين. ولكن في هذه المرحلة برز بقوة دور رابطة الطلبة الفلسطينيين في جامعات مصر، وخاصة منذ تسلم ياسر عرفات رئاسة الرابطة، والدور العربي والعالمي الذي لعبته الرابطة في بعث القضية الفلسطينية، وحتى تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين العام 1959.*

منذ العام 1954 ابتدأ خليل الوزير أبو جهاد أبرز مؤسسي حركة فتح الكفاح المسلح ضمن مجموعات فدائية صغيرة، وفي تموز 1957 كتب مذكرة القيادة والاخوان المسلمين في غزة يحثهم على تأسيس تنظيم خاص يرفع شعار تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، ورفضت الجماعة دعوته، وعندها  إنضمت أعداد كبيرة من الكوادر لتنظيم فتح الناشئ لاحقاً امثال (سليم الزعنون، وصلاح خلف، وأسعد الصفطاوي، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار، وسعيد المزين، وغالب الوزير من قطاع غزة، ومحمد غنيم، ومحمد أبو سردانة من الضفة الغربية.

*وما ذكرناه كانت خطوات تمهيدية مهمة عبَّدت الطريق باتجاه تأسيس هذه الحركة الرائدة، وكان اللقاء الفعلي الأول في الكويت سنة 1957  وقد ضم ستة أشخاص هم: ياسر عرفات، وخليل الوزير، وعادل عبد الكريم ، وعبد الله الدنان، ويوسف عميرة، وتوفيق شديد ، بحيث اعتبر  اللقاء التأسيسي الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ،رغم أن الأخوين يوسف عميرة وتوفيق شديد إنقطعا بعدها بفترة قليلة عن الاجتماعات.*

 بعد هذا الإجتماع صاغ المؤسسون ما سمي (هيكل البناء الثوري) و( بيان حركتنا)، وتم الاتفاق على اسم الحركة للأحرف الأولى للتنظيم مقلوبة من (حتوف) ثم  (حتف، إلى فتح).

*تبع ذلك إنضمام أعضاء جدد منذ 1959 كان ابرزهم صلاح خلف، وخالد الحسن.*

*وفي العام 1959 ظهرت حركة فتح من خلال منبرها الاعلامي الاول حركة فتح (مجلة فلسطيننا- نداء الحياة) التي صدرت في بيروت منذ شهر تشرين ثاني  وادارها توفيق حوري، وهو العام الذي اندمجت فيه معظم البؤر التنظيمية الثورية المنتشرة المتشابهة الأهداف، وحققت أوسع استقطاب حينما شملت ما يزيد على  500 عضواً.*

*لقد أدت مجلة فلسطيننا من خلال التعريف بحركة فتح، و نشر فكرها ما بين 1959 و 1964 دوراً استقطابياً من خلال المجموعات التنظيمية الأخرى، وقد انضم في تلك الفترة إلى صفوف الحركة الناشئة كل من عبد الفتاح حمود وماجد أبو شرار، وأحمد قريع، وفاروق قدومي ، وصخر حبش، وهاني الحسن، وهايل عبد الحميد، ومحمود عباس ،ويحيى عاشور، وزكريا عبد الحميد، وسميح أبو كويك ، وعباس زكي وغيرهم الكثير.*

*في عام  1962 شاركت  فتح في احتفالات استقلال  الجزائر، ثم افتتحت هناك مكتبها  في الجزائر العاصمة 1963، برئاسة خلیل الوزير أبو جهاد، وفي العام 1963 أصبحت  سوريا محطة مهمة لحركة فتح بعد قرار حزب البعث السوري السماح لها . بالتواجد على الساحة.*

*في عام 1964 شارك 20 ممثلاً عن حركة فتح في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني ، رغم اعتراضات فتح العلنية على م.ت.ف  آنذاك باعتبارها أداة للدول العربية أقيمت لاستباق صحوة  الشعب الفلسطيني إلاَّ أنها بالمقابل اعتبرتها إطاراً رسمياً يحوز على شرعية عربية لا بد من الاحتفاظ به كما يقول خليل الوزير، ثم يتم تثويره.*

وهنا ننتقل بعد هذه المقدمات إلى كيفية أخذ قرار الانطلاقة. في العام 1963 انتقل ياسر عرفات من الكويت إلى دمشق ليعمل على تطوير التنظيم على خط المواجهة في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين، خاصة أن سوريا كانت تدعم في هذا التوجه، وبعد العديد من اللقاءات، والحوارات المعمَّقة داخل حركة فتح، كان هناك تياران داخل حركة فتح، تيار فتح الرافض للانطلاقة المسلحة مما سموا بالعقلانيين الراغبين بتأجيلها لحين الجهوزية، وبين تيار (المجانين) الذين كانوا يسعون لاستثمار الفرص المتوفرة، ثم البناء عليها، ويقودهم المرحوم ياسر عرفات وهم الذين بدأوا. وقد قررت القيادة الموسعة بدء الكفاح المسلح في 31/12/1964 باسم قوات (العاصفة ) بالعملية الشهيرة التي تم فيها تفجير شبكة مياه (اسرائيلية) تحت اسم نفق عيلبون. وهنا لا بد أن نستذكر الرمز ياسر عرفات الذي كان له الفضل الأول في تأسيس هذه الحركة الوطنية الثورية التي شغلت العالم وأصبحت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية.

*ثم تواصلت عمليات حركة فتح تتصاعد منذ 1965 محدثةَّ إزعاجاً وارباكاً شديداً (لإسرائيل) والدول العربية، هذه الدول العربية التي وجدت نفسها أمام واقع جديد أجبرها على الاعتراف ب.م.ت.ف، وكان البيان السياسي الأول صدر في 28/1/1965، والذي أكد أن المخططات السياسية والعسكرية لحركة فتح لا تتعارض مع المخططات الرسمية الفلسطينية والعربية، وأكدت الحركة لاحقاً على ضرورة التعبئة العسكرية، واستشارة الجماهير العربية.*

أ-  ان التجربة المرة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني من خلال الاستهداف الدائم والمتصاعد لأهلنا في الداخل، واسقاط الشهداء والجرحى، وتدمير البيوت على من فيها. وبدون أي شك أن الكيان الصهيوني وبكل سياساته العسكرية والسياسية،  وكافة تشكيلاته الإرهابية والعنصرية هو مصمم على ممارسة الارهاب والقتل، والمجازر والقصف الجوي على الأحياء والمخيمات ، واسقاط الضحايا، حتى أماكن العبادة لم تَسلمْ من هذه الاعتداءات الصهيونية. وللأسف فإن كافة هذه الجرائم والتجاوزات لم تحرك الأمم المتحدة ، ولا مجلس الأمن، وهذا ما جعل نزيف الدماء مُتواصلاً ، وحجم المآسي والنكبات على مدار الساعة، وكافة أللجان القانونية الدولية تقف متفرجةً، وليس هناك من يأخذ قرار المحاسبة للمعتدي، لأن الولايات المتحدة ألزمت نفسها بحماية الكيان الصهيوني، علماً أن هذا الكيان الغاصب هو الذي اغتصب الاراضى الفلسطينية منذ ما قبل نكبة العام ١٩٤٨، وهو الذي ارتكب المجازر بحق أهلنا المدنيين في المجازر التي تحدث عنها التاريخ المعاصر، والمؤرخون من كل الأقطار، والشعوب، وخاصة الموسوعات العربية والإسلامية، وأيضاً الدولية المخلصة التي أدانت المجازر.

*ب - إنَّ ما يؤسفنا كشعب فلسطيني، وكمنظمة تحرير فلسطينية، أن مجلس الامن والامم المتحدة تكيل بمكيالين فالقرارات التي تؤخذ للأسف دائماً تتعارض مع الحقوق الفلسطينية، وترفض محاسبة الاحتلال على ممارساته الخارجة عن القانون، والتي تتسم بالإجرام والسيطرة والإستعمار، وسرقة الاراضي.*

 ج- إنَّ شعبنا الفلسطيني رغم معاناته المريرة على كافة الأصعدة، وفي الداخل تحديدأ، وفي كافة مناطق الضفة الغربية والقدس، لكننا استطعنا أن نحافظ على قرارنا الوطني المستقل، وأيضاً استطعنا ورغم مرارة الظروف والتعقيدات والتي نعيشها، والتي تواجهنا في مسيرتنا الطويلة والمريرة أن نتمسك بثوابتنا الوطنية الأصيلة .

*إننا كشعب فلسطيني في الداخل والشتات قد آمنَّا منذ البداية بالكفاح المسلح، ومقاومة الاحتلال لأرضنا، مهما طال الزمان، فنحن عاهدنا أنفسنا بأن نظل أوفياء للشهداء، فهم عنوان كرامتنا، وهم جزء لا يتجزأ من كياننا الوطني.*

 إن شعبنا الفلسطيني يؤكد باستمرار ومن خلال قيادته القائمة أي م.ت.ف أنه لا يتحمل تبعات الجرائم التي يعيشها أهلنا في مختلف المناطق، حيث أدار الاحتلال ظهره بالكامل لكل الحقوق الفلسطينية، وهذا ما يفرض علينا شئنا أو أبينا أن نبحث عن الوسائل والطرق الفاعلة التي تحقق السلام القائم على العدل، والذي ينفذ القرارات التي اتخذتها الهيئات القيادية الفلسطينية، ومنها المجلس المركزي الفلسطيني.

- أن رئيس دولة فلسطين الرئيس أبو مازن دائماً يطالب الدول الكبرى بان تعترف بمسؤولياتها عن جرائم الاحتلال، ومواصلة الجهود لإنهاء احتلال أراضي الدولة الفلسطينية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

*يا جماهير شعبنا الفلسطيني، إِنَّ كل الضغوطات التي تمت ممارستها من قبل الأطراف المعادية علينا لدفعنا إلى التنازل عن حقوقنا الوطنية، وعن ثوابتنا الوطنية التي بُنيت عليها حركة فتح باءت بالفشل، ورفضناها جملة وتفصيلا ، لأن حركة فتح هي حركة الأمة العربية التي قاتل في صفوفها الآلاف من أبناء شعبنا، ومن شعوب العالم الحر، والتي تعتز بفلسطين ومقدساتها.*

يا أبناء شعبنا الفلسطيني إن السنوات المرة التي مرت ، وأثبتت عدم مصداقية قيادة الاحتلال الصهيوني في كل الاتفاقات، والممارسات تعطي مؤشراً خطيراً على مصير قضيتنا وشعبنا، ومستقبلنا . ومن هذا المنطلق فإننا في حركة فتح نؤكد المنطلقات التالية:

أ- أننا نعاهدكم بأن نبقى الأوفياء لدماء وقوافل الشهداء وذويهم وتضحياتهم مهما طالت مسيرة الاحرار.

*ب – إنَّنا يا أبناء شعبنا المكافح والمجاهد، نعاهدكم بأن نواصل مسيرة الوفاء لأهالي الأسرى والمعتقلين وأهاليهم سواء الشهداء أو الأحياء أو المرضى، ونخص بالذكر قوافل الأسرى الشهداء المحجوزين في التوابيت، وخاصة دلال المغربي.*

*ونخص بالذكرأيضاً الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، وأخوته الأسرى وزملاؤه ووالدته أُم الشهداء التي ربتهم ورعتهم ، وقلبها ممتلئ، بالايمان والتقوى، والاحتلال يرتعب من جرأتها النادرة، وإيمانها العميق. وشعبنا ما زال على العهد والوعد مهما طال الزمان.*

في هذه المناسبة المجيدة فإننا في مخيماتنا الفلسطينية في لبنان نتوجه بالتحية والتقدير الى سيادة الرئيس محمود عباس، رئیس دولة فلسطين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وإلى كافة الأخوة أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وأعضاء اللجنة التنفيذية. وإلى كافة  الأخوة والاخوات في مختلف الأطر الحركية.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.

الحرية والعزة لأسرانا البواسل.

والشفاء لجرحانا الابطال .

والنصر لفلسطين وأبطالها المقاومين على مدار الساعة.

*وانها لثورة حتى النصر.*

العلامة السيد علي فضل الله في المجلس العاشورائي في بلدة بنهران في الكورة

 

العلامة السيد علي فضل الله في المجلس العاشورائي في بلدة بنهران في الكورة



تشييع شهداء الجيش وكلمة الرئيس ميشال عون


 

أشرف دبور: امضي على بركة الله، ويا جبل ميهزك ريح



بداية أتوجه بالتحية والتقدير للفدائي السفير الإنساني إبن مخيمات الشتات أبو محمد أشرف دبور ومن خلاله لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.
ليس من عاداتي أن امدح أو أهجو أحدا كائنا من كان، ولكن لا بد من شهادة حق اقولها وأظن أن هذا وقتها المناسب، عن ثقافته الوطنية وفكره الثوري وشهامته العربية الأصيلة ونبل أخلاقه الكريمة، هو رجل المواقف والسفير الإنساني الذي تعبر حنايا وجهه وتجاعيده عن التاريخ النضالي للاخ المناضل أشرف دبور الحارس لأمن وأمان شعبنا واستقرار مخيماتنا وتجمعاتنا في لبنان، كيف لا وهو الرجل صاحب الكلمة الفولاذية في الدفاع عن مصالح أبناء شعبنا، كيف لا وهو الشخصية الهادئة المحبة وصاحب النخوة والفزعه لأبناء شعبه، كيف لا وهو العنيد والجبل الذي لا تهزه رياح في الدفاع عن مصالح ابناء الشعب الفلسطيني، ولا يتاونئ مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم.
شهادة فى حق رجل فدائي، مناضل، مقاتل، تاريخه من تاريخ ياسر عرفات، تاريخه عيلبون والكرامة والصمود في بیروت، تاريخه الدفاع عن المشروع الوطني والقرار المستقل، تاريخه ثورة حتى النصر.
لقبه الرسمي سعادة السفير، ولكن بين أهله وأبناء شعبه في المخيمات والتجمعات "الفدائي" ودائما يتمنى على الجميع أن ينادوه الأخ "أبو محمد"، وهنا تتجسد قمة التواضع الإنساني التي يتحلى بها السفير أشرف دبور.
نعم هذا الرجل السفير الإنساني، والفدائي المناضل، ابو محمد أشرف دبور والذي يصل الليل بالنهار لمتابعة الصغيرة والكبيرة من أحوال وهموم أبناء شعبه، لذلك يستحق منا ومن كافة أبناء شعبنا الوفاء والتقدير والإحترام لحرصه الشديد على مصالح ابناء شعبنا اللاجئين في لبنان.
أبو محمد أشرف دبور تجده في قلب الحدث، يبذل الجهود والمساعي الكبيرة لانهاءه حتى ولو كان على حساب الحركة التي ينتمي اليها "حركة فتح"، ويتابع كافة التفاصيل من أجل مصلحة أبناء شعبنا واستقرار مخيماتنا وتجمعاتنا.
السفير أشرف دبور والذي دائما يقول أن باب السفارة مفتوح فهي البيت الجامع لكل أطياف الشعب الفلسطيني في لبنان بغض النظر عن انتماءتهم الحزبية والنتظيمية، فهو الرجل الذي فرض احترامه وتقديره على كل من عرفه وخاصة أهلنا الفلسطينيين واشقاءنا اللبنانيين، فقد حاز على احترام الجميع بكرم أخلاقه وصدقه وتواضعه، "فمن تواضع لله رفعه".
الأخ أشرف دبور بتواضعك للكبير والصغير، أحبك الجميع ووقرك الكبير وإحترمك الصغير، وفتحت بابك للجميع، وكسبت السمعة المشرفة التي لم يكسبها من يمتلكون الأموال الطائلة ومن يديرون الأعمال التجارية.
فقد إخترناك قائدا وسفيرا لأنك رجلاً للنزاهه عنوان، رجل وقور وشهم، خلوق وصادق، انسان بكل ما للكلمة من معنى، وذو حنكة وكفاءة، وتضع الاشياء في مواضعها وتزن الامور في موازينها.
هذه الحقيقة التي أعطاها إياه كل من إلتقى به وعرفه فهو شخصية فذة واعية مفعمة بالانسانية أثبتت ذلك خلال الأيام العصيبة التي مر بها أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
أيها الفدائي المناضل أشرف دبور امضي على بركة الله، فنحن معك وإلى جانبك وخلفك لأنك الأحرص على مشروعنا الوطني الفلسطيني، والاحرص على مصالح أبناء شعبنا وأمنه وامانه واستقراره في مخيمات وتجمعات لبنان، من هنا نعاهدك أن حركة فتح ستبقى بوجود امثالك من الفدائيين الصخرة التى ستتحطم عليها أمواج المؤامرات، فأنت من علمنا أن المخيم الفلسطيني كالبلدة اللبنانية هما نسيجنا الوطني الذي لا يتجزأ، وطلبت منا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان الشقيق وأن نكون على مسافة واحدة من الجميع، وامرتنا أن نذود بأرواحنا عنه إذا ما تعرض لأي اعتداء صهيوني غاشم، وأكدت علينا أن نحفظ للبنان ضيافتنا الطويلة، وعلى ضرورة المحافظة على العلاقات الاخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني والتي تعمدت بالدماء.
أخوكم/ محمد بقاعي